نمودج امتحان وطني في «منهجية الانشاء الفلسفي »

 
.......................................................................................................................................................

صيغة النص :


       "  تعمل العلوم الإنسانية وفق نماذج و مفاهيم تستعيرها من البيولوجيا، و من علم الاقتصاد و من علوم اللغة. و تتجه أخيرا إلى الإنسان في نمط وجوده. وقد يكون انتشار العلوم الإنسانية هذا الانتشار الضبابي داخل فضاء ثلاثي الأبعاد هو الذي يجعل تحديد موقعها على هذا القدر من الصعوبة، وهو الذي يضفي على تموقعها في الحقل الإبستيمولوجي طابعا متزعزعا لا يستقر (...) من السهل الظن أن الإنسان قد تحرر من ذاته منذ أن اكتشف أنه ليس في مركز الخلقية، ولا في مركز الكون وربما أنه ليس حتى في قمة الحياة، ولكن، إذا لم يكن الإنسان سيدا في مملكة الكون, وإذا لم يعد سلطان الوجود، فإن" العلوم الإنسانية تكون وسائط خطرة في فضاء المعرفة. والحقيقة أن هذه الوضعية نفسها تحكم عليها بعدم استقرار جوهري. إن ما يفسر عسر وضع "العلوم الإنسانية"، و هشاشتها وعدم يقينها كعلوم، ألفتها الخطرة مع الفلسفة، واعتمادها الغامض على مجالات معرفية أخرى، وطابعها كعلوم هي دوما علوم ثانية بالنظر إلى غيرها، وهي دوما مشتقة من غيرها، ولكن كذلك ادعاءها الكلية، (إن ما يفسر كل ذلك) ليس هو ـــ كما يقال غالبا ـــ كثافة موضوعها القصوى، ولا هو منزلة الميتافيزيقية لهذا الإنسان الذي تحدثت عنه، ولا هو تعاليه الذي لا ينمحي، وإنما هو بالتأكيد تعقد التشكيل الإبستيمولوجي الذي تجد العلوم الإنسانية نفسها ضمنه، وارتباطها الدائم بالأبعاد الثلاثة، ذلك الارتباط الذي يعطيها فضاءها. "

M.Foucault, les mots et les choses, gallimard, 1966, pp 359-360             


.................................................................................................................................

مطلب الفهم  ( 4 ن )

     ينتظر من المترشح أن يؤطر هذا الموضوع ضمن المفهوم الذي ينتسب اليه وذلك بادراك موضوع النص وابراز عناصر الاشكال الذي يطرحه، وذلك على النحو التالي : يتأطر هذا الموضوع الذي جاء في صيغة النص , ضمن مجزوءة المعرفة ، وبشكل خاص في اطار المساءلة عن علمية العلوم الانسانية في علاقتها بالعلوم الاخرى . فهل بالامكان اتخاذ الانسان موضوعا للعلوم الانسانية ؟ وانطلاقا من ذلك يمكن صياغة أطروحة النص على النحو التالي:يتبنى صاحب النص اطروحة فلسفية مفادها ان العلوم الانسانية تتصف بالتعقيد نظرا لتعدد ابعادها فهي تحتوي داخلها مجموعة من العلوم الى جانب العلوم الانسانية الشيء الذي يجعل دراستها امرا صعبا ومحفوفا بالمخاطر.

ـــ مطلب التحليل  ( 5 ن )

     يطلب من المترشح في بداية هذا المطلب أن يعمل على اعادة صياغة الاشكال بطرح أسئلته الأساسية و التي يغطيها الموضوع  مع شرحها شرحا مستفيضا، وذلك على النحو التالي : هل العلوم الانسانية هي علوم انسانية  محضة ام ان ثمة علوم اخرى من خارجها ساهمت في تشكلها ؟ هل يحظى الانسان باجابة علمية  دقيقة كباقي الموضوعات الاخرى ؟ هل تكفي دراسة الظواهر الانسانية لمعرفة الانسان ؟
يطلب من المترشح في خطوة لاحقة شرح الأطروحة من خلال ايراد عناصرها أو تفكيك النص على شكل وحدات فكرية, وهكذا يمكن للمترشح عرض الأفكار التالية : 
ــ  تقاطع العلوم الانسانية مع علوم اخرى ( الاقتصاد / البيولوجية )
ــ  صعوبة دراسة العلوم الانسانية راجع الى التداخل الحاصل بينها وبين العلوم الاخرى
ــ  صعوبة ان تجد العلوم الانسانية لنفسها موقعا معرفيا وابستمولوجيا مقارنة بعلوم اخرى استطاعت ان تجد لها مرتكزا ( العلوم الامبريقية مثلا )
كما ينبغي على للمترشح ان يشتغل على أشكال الحجاج الواردة في النص وان يستخرجها على الشكل التالي
يطغى على النص من الناحية الشكلية شكل المماثلة بين العلوم الانسانية = والعلوم الاخرى التي تشكل روافد للعلوم الانسانية  ( الاقتصاد / اللغة / البيولوجية ). وهذا الطغيان راجع الى عدم قدرة العلوم الانسانية على التمايز مقارنة مع المعارف والعلوم التي استقلت وتميزت عن غيـرها ( الرياضات البيولوجيا ... الخ )
هذه الاشكال وأشكال أخرى تعكس تماسك النص وتنظيمه.

ـــ مطلب المناقشة ( 5 نقط  )

في لحظة أولى ينبغي مناقشة الأطروحة داخليا من خلال التساؤل عن امكانيتها (هل الأطروحة كافية ؟ ) ثم ما هي أهميتها الفلسفية والمعرفية ؟ والتاريخية ؟
 كما يمكن الاشارة الى ان هذه الاطروحة هي اطروحة تتبنى موقفا يشكك في علمية العلوم الانسانية ويمكن تأييدها وتدعيمها بالمواقف التالية
تصور جان بياجي  :  التي ترى ان الظاهرة الانسانية اثناء دراستها يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي .
تصور اميل دوركهايم    : الانسان موضوع من اللازم دراسته كما تدرس موضوعات الطبيعة .
كما ينتظر من المترشح في مرحلة لاحقة التطرق الى الأطروحة النقيض  ويمكن في هذا الصدد استثمار  اطروحة دوفرين التي ترى ان الانسان ينبغي دراسته كذات متميزة ومتفردة وليس كموضوع .

ـــ مطلب التركيب ( 3  نقط )
لحظة حاسمة يلتزم فيها المترشح  بالعمل على صياغة نتائج التحليل و المناقشة في شكل خلاصات استنتاجية منسجمة مع منطق البناء و المعالجة .


شاركه

عن Mehdi

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق