درس النظرية والتجربة



اعداد الاستاذ : ياسيني

درس النظرية والتجربة

توطئة :

لقد دشن الانسان حياته ككائن صانع،قبل ان يتحول الى كائن عارف.فمن المعلوم ان الكائنالبشري لا يقنع بالعيش في محيطه الطبيعي،بل يسعى لتغييره وذلك باضفاء لمسته الابداعية،وهنا بالذات تتجسد فاعليته من خلال انتاج نسق من الافكاروالنظريات الموجهة الى تحليل وتفسيرالواقع بغية تنظيمه ومن ثم التحكم فيه،بل وتسخيره لخدمة غايات سطرها لنفسه ككائن يتميزبالارادة والوعي.

من نافلة القول ان موضوع المعرفة صار محط اهتمام كبير من طرف "نظرية المعرفة" ،هاته الاخيرة تحيل على مجموع الفلسفات التي حاولت فهم حقيقة النشاط المعرفي للإنسان وطبيعته والشروط التي يقوم عليها، أي سعت للإجابة عن سؤال : كيف نعرف؟
ونشيرالى ان المعرفة سواء اكانت طبيعية او انسانية،فان الرهان الاساسي هو تلمس الطريق الى الحقيقة ومحاولة استكشافها.
تستدعي معالجة الإشكاليةالتي تطرحها المجزوءة، استحضار جملة من القضايا والمفاهيم والأسئلة التي يمكن إثارتها وإبراز علاقاتها وتقاطعاتها. وهكذا يمكن استحضار القضايا التالية :


Ø النظرية والتجربة

Ø العلوم الانسانية

Ø الحقيقة


1ـ النظرية والتجربة
يشكل هذا الزوج المفاهيمي تنائيا لا غنى عنه في الحقل العلمي، وارتباطهما الجدلي يشكل أبرز الإشكاليات التي تشغل حيزا كبيرا في الفلسفة في إطار ما يعرف بنظرية المعرفة وهي إشكالية نشأت ابان العصر الحديث في سياق التفكير الفلسفي النقدي في موضوع المعرفة العلمية والسعي تحديد طبيعتها وأسسها ومناهجها .

 الدلالات

النظرية :يعرفها المعجم الفلسفي التقني:"انشاء تاملي يربط نتائج بمبادئ" أ.لالاند

التجربة : هي اعادة احداث وصنع الظاهرة مخبريا وضمن شروط مخصوصة،وبواسطة مجموعة اجراءات يقترحها العالم.

بعد هدا التحديد المفاهيمي،سنعمل على صياغة الاشكال الدي يطرحه ارتباط هدا الزوح المفاهيمي:

- كيف تتفاعل كل من النظرية والتجريب في بناء المعرفة العلمية ؟

- أيهما يؤسس الآخر ؟ - هل النظرية هي نتاج للتجربة ام العكس هو الصحيح ؟ - ام ان النظرية هي إنشاء عقلي خالص يمكن بناؤه بمنئ عن الشروط التجريبية؟ - وبالتالي، كيف تتحدد معايير علمية ومصداقية النظريات ؟




المحور 1 /التجربة والتجريب
اشكال: فما دلالة التمييز بين التجربة والتجريب في مجال المعرفة العلمية؟ وما طبيعة التجربة العلمية؟ ماهي القيمة العلمية التي يأخذها التجريب في تكوين المعرفة العلمية؟
وما علاقة كل من الافتراضي والواقعي بالنشاط التجريبي؟

اطروحات فلسفية وعلمية:
كلود برنار:
يرى الفيزيولوجي الفرنسي أن المنهج التجريبي الذي ينطلق من الفرضية ويمرمن التجربة وانتهاءا بالاستنتاج، يشكل جوهر المعرفة العلمية لكونه هو المصدر الوحيد للمعرفة الإنسانية،ولاسيما في إدراك العلاقات التابثة بين الظواهر،وفي اعتماد الاستدلال التجريبي لاستنباط الأحكام والقوانين من الظواهر الطبيعية بهدف التحكم فيها .(يرجى العودة الى تجربة الارانب)

رونيه توم :
يعتقد أن الواقعة التجريبية لا يمكن أن تكون علمية الا ادا استوفت اثنين من الشروط:1- ان .تكون قابلة لاعادة الانشاء في ظروف زمكانية مختلفة

2- ان تثيراهتماما مزدوجا:نظري وتطبيقي

وفي هذه الحالة يكون الهدف من التجريب هو التحقق من مدى نجاعة فرضية ما .لكن من

أين تأتي الفرضية ؟ يجيب الرياضي الفرنسي "رونيه توم " بانه :
لا وجود لفرضية بدون وجود شكل من أشكال "النظرية" ...ويتعلق الأمر بالعلاقات السببية

التي تربط السبب بالنتيجة. فيكون دور التجربة إما إثباتها وإما تكذيبها..غير أن التجريب

وحده عاجز عن اكتشاف أسباب ظاهرة ما . وهنا يأتي دور الخيال الذهني ليطلق العنان

للإبداع الذي يعجز اي جهازعن تعويضه.



المحور2/ العقلانية العلمية
اشكال : ما الأساس الذي تبنى عليه العقلانية العلمية ؟ هل التجربة أم العقل ، أم هما معا؟
اطروحات فلسفية وعلمية:
ألبير إنشتاين
يمنح للعقل الدور الايجابي في انتاج المعرفة العلمية .فالعقل هو الذي يمنح النسق الرياضي -الذي

أصبح في ظل الفيزياء المعاصرة المحدد الرئيسي - بنيته. في حين ان التجربة يتعين عليها أن

تتناسب مع نتائج النظرية تناسبا تاما. لأن العقل الرياضي الخالص يمكن من اكتشاف المفاهيم و

القوانين و التي تمنحنا مفتاحا لفهم الظواهر الطبيعة التي يرى "اينشتاين" أنها تتحدث لغة الأرقام.

وفي هدا الصدد يقول:ان المبدأ الخلاق في العلم يوجد في الرياضيات."

غاستون باشلار
يتبنى الابستيمولوجي "باشلار"تصورا نقديا لكل من التجريبيين والعقلانيين هذا يعني ان

العقل العلمي المعاصر أصبح عقلا نقديا مرنا وحركيا، قابلا لتوسيع تصوراته ومبادئه

بالقدر الذي يجعله قادرا على الإحاطة بأكبر قدر ممكن من الوقائع، وهو ما يظهر بصفة

خاصة في نشاط العقل الفيزيائي الذي أصبح عقلا رياضيا حرا، ينشىء مفاهيمه ويبدع

أدواته من العقل الرياضي. ومن ثمة العلاقة بين كل من العقل والتجربة اتخذت صيغة

جديدة أساسها الحوار الجدلي بين العقل والواقع فلا وجود لنظرية علمية عقلية خالصة،

ولا وجود لتجربة علمية مستقلة بذاتها. إن العقلانية العلمية المعاصرة هي عقلانية مطبقة

تتأسس على يقين مزدوج مشروط بحوار جدلي بين اامعطى العقلي والمعطى التجريبي .


المحور3/ معايير علمية النظريات
اشكال:

ما معايير علمية المعرفة العلمية؟وما هي مقاييس صلاحيتها ؟

هل هو معيار تجريبي أم معيارعقلي؟..


اطروحات فلسفية وعلمية :
كارل بوبر:
إذا كان الاتجاه التجريبي الوضعي يرى ان المعيارالتجريبي كفيل بالتحقق من علمية النظرية وصلاحيتها؛ فإن "كارل بوبر"سيعوضه بمعيارالقابلية للتزييف.

ذلك أن الطابع التركيبي المعقد للنظريات العلمية يجعل من إمكانية التحقق من علميتها وصدقها أو كذبها أمرا متعذرا بواسطة التجريب. وبناءاعلى ذلك، يرى كارل بوبر أن معيار علمية نظرية ما ليس هو تحققها التجريبي الايجابي، بل قابليتها للتزييف أو التكذيب ويقتضي إخضاع النظرية لاختبارات تجريبية منظمة وموجهة قصد تفنيدها.. وحتى لا يتم التشكيك في قيمة هذا المعيار، يشترط بوبر في تلك الاختبارات أن لا تتيح للنسق النظري إمكانيات الانفلات من التكذيب . وإذا ما صمدت النظرية ضد كل المحاولات الرامية لتزييفها واستطاعت اجتياز الامتحان من أجل البقاء، يتم قبولها وتمييزها كنظرية صادقة. بتعبير آخر، فالنظرية العلمية الصادقة هي تلك الأكثر مقاومة لعوامل الهدم والتفنيد وليست تلك التي لها أكبر عدد من الشواهد التجريبية على صحتها.فوجود مائة حالة تتبثها لا تجعل منها نظرية تجريبية،لكن توفر حالة واحدة تكدبها تجعلها خارج الاطار العلمي.

البرت انشتين

يرى الفيزيائي" ألبرت اينشتاين" أن التجربة لم تعدهي منبع النظرية، لأن هذه الأخيرة يجب أن تكون إبداعا حرا للعقل البشري الخالص، تمتلك هامش استقلال لابأس به عن التجربة. ويعني ذلك ان التجربةأصبحت فقط مرشدا في اختيار الفروض والمبادئ التي يتعين على النتائج أن تكون مطابقة لها، فإن للعقل الرياضي الدور الحاسم في بناء النظرية الفيزيائية ومنحها صلاحيتها العلمية، ويتضح ذلك في ربط تلك النتائج بالقوانين الرياضية من خلال الاستدلال المنطقي وإعطائها التناسق والانسجام الداخلي الدي بدونه تفقد النظرية الفيزيائية قيمتها العلمية. وبذلك، أصبحت النظريات بمثابة إنشاءات وخطاطات رياضية وعقلية حرة ، ولا تقاس علميتها إلا بمدى تماسكها المنطقي.




خطوات المنهج التجريبي 

1
-الملاحظة

المعاينة الأولية للظاهرة المدروسة ومراقبتها بهدف إعادة إنشائها محتبريا.



..........................  
·         ينبغي ان ترتبط بالظاهرة قيد الدراسة
·         يتوخى فيها الدقة
والموضوعية
2
-الفرضية

الفكرة المقترحة من طرف العالم لتفسير الظاهرة المدروسة.




..............................
·         أن تكون علمية
·         ان تنسجم مع الظاهرة العلمية المدروسة
·         أن تكون قابلة للتحقق التجريبي
·         أن لا تحتوي على تناقض
3
-التجريب

اللحظة التي يتم فيها اختبار الفرضية للتاكد من صدقها أو كذبها،وتتم وفق عملية ممنهجة ومنظمة.
  

.............................
·         لحظة تحول العالم الى عنصر فاعل وليس فقط منفعل وسلبي كما في لحظة الملاحظة.
·         تحضير كل العناصر المرتبطة بإنجاز التجربة( الأجهزة، تحديد العلاقات...)
4
-القانون

العلاقة الثابتة بين ظاهرتين أو أكثر.             





............................
·         من خصائصه أن يكون كليا.
·         قابلا للتعميم والتكرار
·         أن تتم صياغته صياغة رياضية 



شاركه

عن Mehdi

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق