درس العلمية في العلوم الانسانية





درس العلمية في العلوم الانسانية


توطئة : 

يجمع اغلب الباحثون على ان ظهور العلوم الإنسانية حوالي( ق. 19) جاء متأخر بالمقارنة مع العلوم الامبريقية (الحقة)، لهذا فانها تعاني من صعوبات على مستوى تحديد موضوع دراستها وفي اختيار المنهج المناسب للبحث والدراسة، غير أن أهم الإشكالات التي تطرحها : تتمثل في تحديد علاقة الذات بالموضوع ما دام الإنسان هو الذات الباحثة و في نفس الوقت هو موضوع البحث. و يترتب عن ذلك تحديد قيمة المعرفة التي تنتجها العلوم الإنسانية إذا ما قورنت بما تنتجه العلوم التجريبية. هل يمكن التعامل مع الإنسان باعتباره موضوعا ؟ ما قيمة المعرفة التي تنتجها العلوم الإنسانية؟ هل يمكن تطبيق المناهج التجريبية في دراسة الظاهرة الإنسانية ؟
محاورالدرس:


Ø موضعة الظاهرة الإنسانية

Ø التفسير و الفهم في العلوم الإنسانية

Ø نموذجية العلوم التجريبية



I ـ موضعة الظاهرة الإنسانية : 

اشكال : هل يمكن اعتبار الإنسان موضوعا للدراسة العلمية؟ هل يمكن تطبيق منهج صارم على الإنسان قياسا لما يتم في العلوم التجريبية.

 اطروحات فلسفية عالجت الاشكال :
أوجست كونت:

في اطاراجابته عن الاشكال يرى "كونت" انه من الممكن أن يصبح علم الاجتماع علما حقيقيا على غرار باقي العلوم التجريبية، ولذلك يمكن اعتباره "فيزياء اجتماعية"، وتدل هذه التسمية على إمكانية استعمال المنهج التجريبي كما هو الشأن في العلوم الاخرى والحصول على نتائج دقيقة .

إميل دوركايم:
ينخرط السسيولوجي الفرنسي في النقاش الدائرحول مسألة موضعة الظاهرة الانسانية،فيرىمن الممكن دراسة الظاهرة الاجتماعية دراسة علمية وفق "قواعد منهجية" خاصة بعلم الاجتماع ، والحصول على نتائج موضوعية كما تحقق ذلك في دراسة "ظاهرة الانتحار" من طرف دوركايم نفسه يعبر هذا الموقف عن نزعة علمية هي موضع جدال بين المتخصصين في هذا المجال وذلك لخصوصية الظاهرة الاجتماعية مقارنة بالظاهرة الطبيعية.



II ـ الفهم والتفسير في العلوم الانسانية :
اشكال : اذا كانت العلوم التجريبية ترتكزعلى عمليتي التفسيروالتنبؤ،هل بامكان علوم الانسان تبني ذلك؟
 اطروحات فلسفية عالجت الاشكال :
فيلهلم ديلتاي :
يرى ان العلوم الانسانية توظف الفهم بدل منهج التفسير،لان طبيعتها تمنعها من استيراد المنهج التجريبي،واذا ما فعلت ذلك فانه سيعمل على طمس خصوصيتها،لذا يتعين ابداع منهج يتلائم وخصوصية هاته العلوم،فالتفسيريصبح غيرصالح لغياب الضرورة والحتمية في الضواهر الانسانية،في حين يبقى الفهم هو المنهج الملائم للتعامل مع احداث الوعي.يقول" ديلتاي ":نفسرالطبيعة ونفهم الحياة النفسية .

كلود ليفي ستراوس :
يقر على ان التفسيروالتنبؤ كمنهج يتعذر استعماله في العلوم الانسانية،لا لشئ الا لان موضوع الظاهرة الانسانية غير قابل للاختزال،لهذا السبب فالعلوم الانسانية تتارجح بين الفهم والتفسير من ناحية والفعالية الذاتية للدار من ناحية اخرى .



 III ـ نموذجية العلوم التجريبية :

اشكال : هل تعتبر العلوم الحقة بمثابة نموذج ينبغي لباقي العلوم الإنسانية أن تقتدي به؟ كيف يمكن للعلوم الإنسانية أن تتخلص من حضور الذاتية في النتائج؟

اطروحات فلسفية عالجت الاشكال :
م.ميرلوبونتي :
لكن ميرلوبونتي، يعارض هذا الموقف بشكل صارم معتمدا على أن الإنسان هو منتج المعنى، وهو الكائن الوحيد المتميز بالتفرد والأصالة وأنه غيرقابل للاختزال إلى مجموع خلايا جسمه، أو إلى مكونات الإنسان الاخرى مثل العقل والسياسة والاجتماع... كما انه ليس ظاهرة واعية منفصلة عن مكوناتها الأخرى مثل الغرائز والمكونات اللاواعية.. . ليس بوسع أي علم أن يستغرق وحده دراسة الإنسان على اعتبار أنه كل لا يتجزأ، وهو المنبع لكل ما عداه وما يكونه، وباعتبار كذلك انه لا يمكن إعادة تشكيل حياته بعد وحصر ودراسة مكوناته.

"طولرا" و" واريني"
يتحدث الباحثان عن التداخل الصارخ بين الذات والموضوع،في علوم الانسان فيصبح الملاحظ ملاحظا،مما يطرح مسالة الحياد،ومن تم الشك في مصداقية النتائج المتحصل عنها. لكن إذا تأملنا في ما يميز الفيزياء المعاصرة من تداخل بين الذات الباحثة والموضوع المبحوث بسبب عدم إمكانية اعتماد التجربة العلمية الكلاسيكية لطبيعة الموضوع اللامتناهي الصغر، وهو الأمر الذي لا يقلل من علمية النتائج المحصل عليها رغم تدخل الذات الباحثة، فإن تداخل الذات والموضوع في العلوم الإنسانية لا يصبح عائقا أمام العلمية، مادام هذا النموذج من العلاقة أصبح موجودا في العلوم التجريبية نفسها وهي النموذج المحتذى


شاركه

عن Mehdi

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق